مقدمة
يشير تقرير الأمم المتحدة للمياه لعام 2019 إلى أنه من المتوقع أن يستمر الطلب العالمي على المياه في الزيادة بمعدل 1٪ حتى عام 2050 ، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 20 إلى 30٪ عن المستوى الحالي لإستخدام المياه ، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع الطلب في القطاعات الصناعية والاستخدامات المنزلية، حيث يعيش أكثر من ملياري شخص في بلدان تعاني من إجهاد مائي مرتفع ، ويعاني حوالي 4 مليارات شخص من شح شديد في المياه خلال شهر واحد على الأقل من العام. وسوف تستمر مستويات الإجهاد في الزيادة مع تزايد الطلب على المياه ، وهو ما يعتبر مصدر قلق دولي هائل.
الحقيقة الرئيسية وراء هذه القضية المثيرة للقلق هي أن الأمن المائي يشكل أحد التحديات الصعبة على الصعيد العالمي. وهو عامل محدد للأمن في مختلف الجوانب المجتمعية والبيئية، بما في ذلك الغذاء والطاقة والاقتصاد والسياسة والمناخ والبيئة والصحة. وتتجاوز هذه الحقيقة المعقدة للأمن المائي ومتعددة التخصصات الممارسات الحالية لإدارة الموارد المائية، حيث تظهر في بيئات ديناميكية سريعة التغير والتي تتطلب بذل جهود مكثفة لفهم كيفية تحقيق الأمن المائي من خلال التركيز على جميع محدداته ضمن هذه البيئات.
تواجه دولة فلسطين سياقًا خاصًا يتعلق بالمياه أدى إلى أزمة مياه حقيقية، خاصة في قطاع غزة حيث 97٪ من المياه ملوثة وغير صالحة للإستخدام البشري. بالتوازي مع حقيقة أن فلسطين تقع في إقليم يواجه سلسلة من المخاطر المائية، أولها أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي موطن لحوالي 6٪ من سكان العالم، ومع ذلك فإنها لا تملك سوى حوالي 1٪ من إجمالي موارد المياه العذبة المتجددة على سطح وباطن الأرض، وحظي الإحتباس الحراري الناتج عن الانشطة البشرية في المناطق القاحلة الى إهتمام خاص، الأمر الذي شكل تحديًا رئيسياً للأمن الغذائي. كما تم تصنيف إقليم الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط كثاني إقليم على المستوى العالمي تأثراً بالتغير المناخي.
إن فهم الحقائق المذكورة أعلاه، والعديد من المؤشرات المائية العالمية الأخرى، يعني بما لا يدعو مجالاً للشك أن قضايا المياه تتطلب اليوم مستوى أعلى من التضامن العالمي لإيجاد وتخطيط الحلول البديلة للدول لتحقيق الأمن المائي. وعلى نحو متزايد ومع مرور السنين، أصبح تكامل جهود الشركاء أمرًا حتمياً للدول وخصوصاً النامية منها لتكون قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المائية على حياة وتنمية الأجيال الحالية والمستقبلية .
وانطلاقًا من نجاح منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه، تخطط سلطة المياه الفلسطينية لتنظيم 'منتدى فلسطين الدولي الثاني للمياه' ، الذي سيعقد في الفترة 18 _ 21 يوليو 2020. وتتمثل أهداف المنتدى الثاني في توفير منصة فريدة لكافة الشركاء حيث يمكن لخبراء المياه وصانعي السياسات وصناع القرار من جميع أنحاء العالم العمل سويًا لإيجاد حلول مشتركة قادرة على مساعدة شعوب المنطقة بشكل كبير في مساعيها الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورسم خارطة طريق للأمن المائي، كما سيتيح الفرصة لمجتمعات المياه المحلية والإقليمية والدولية لدراسة وإقامة شراكات تعاونية جديدة في مختلف قضايا قطاع المياه.
ما هو منتدى فلسطين الدولي الثاني للمياه 2020 ؟